لطالما راودنا السؤال التالي هل يوجد وقت محدد من اليوم يكون أفضل من غيره للتعلم؟
من خلال دراسة علم الأحياء البشري، نجد أن هنالك العديد من الدراسات المتعلقة بالأطوار التي يمر بها الدماغ خلال اليوم، ومن خلال هذه الأبحاث نستطيع أن نتعرف على أفضل الأوقات التي تناسب أدمغتنا من أجل الدراسة والحفظ، وهو أمر مهم للغاية عند تعلم اللغة، فمثلاً إذا قام أحدهم باختبارك بسؤال ما لحظة استيقاظك فإن ذلك سوف يكون مربكاً لك، وغالباً لن تستطيع تقديم الإجابة الصحيحة وقد يمتد الأمر أيضاً إلى أن تكره ذلك الشخص كونه أقدم على اختبارك بلحظة غير مناسبة.
هل تساءلت يوماً ماهو سبب ذلك الشعور؟
حقيقة، إن معرفة سبب ذلك هو أمر مهم للغاية حيث سَيُمَكِنُكَ ذلك من إيلاء المزيد من الاهتمام للطريقة التي يتغير بها الدماغ على مدار اليوم، والاستفادة من ذلك في استغلال الوقت المناسب من أجل التعلم.
تميل الدراسات في مجال علم الأحياء الزمني إلى اعتبار أن منتصف النهار هو أفضل وقت للدماغ من أجل التعلم، ولكن من جانب آخر فقد اختلف الباحثون في هذا المجال فيما يتعلق بصحة هذه المعلومة، ولكن الرأي العام قد أجمع على وجود وقتين مثاليين خلال النهار من أجل التعلم، من العاشرة صباحاً وحتى الثانية ظهراً يليها فترة استراحة كون الدماغ قد تعب من تلقي المعلومات خلال الفترة السابقة، حيث أن عمليات الدماغ تتباطأ خلال خلال هذه الفترة، ومن ثم تبدأ الفترة الأخرى التي يكون فيها الدماغ جاهزاً لتلقي المعلومات وهي من الساعة الرابعة وحتى العاشرة مساءاً.
ولعل السبب الأبرز لاختلاف الباحثين هو أن لكل شخص عادات معينة خاصة به فيما يتعلق بالنوم واليقظة، لذلك لا نستطيع أن نعمم هذا الأمر على جميع الأشخاص.
الآن، ماذا عن الأشخاص الليليين والأشخاص النهاريين! هل سمعت هذا المصطلح من قبل؟
ببساطة، يوجد العديد من الأشخاص الذين يفضلون السهر في الليل، وهذه عادة سيئة و مرهقة للجسد والدماغ وتترك آثاراً سلبية على صحتهم، لذلك لا ننصح هؤلاء الأشخاص الذين يفضلون التعلم في الليل باتخاذ ذلك ذريعة من أجل الاعتياد على ذلك الأمر بشكل دائم.
ولعله أيضاً من أفضل الأوقات للتعلم هو قبل النوم مباشرة، حيث أن هناك دراسة أجرتها جامعة نوتردام بينت أهمية النوم عند التعلم، حيث أجرت اختباراً على مجموعتين من الطلاب وطلب إليهم حفظ مجموعة من الكلمات ومن ثم تقوم إحدى المجموعتين بالنوم فوراً بعد الحفظ بينما لم تنم المجموعة الأخرى، وبعد مضي ٢٤ ساعة من الاختبار قاموا بسؤال المجموعتين عن تلك الكلمات التي حفظوها (ولعلك قد عرفت النتيجة مسبقاً) حيث أن المجموعة التي قامت بالنوم بعد الحفظ كان أدائها أفضل بكثير من المجموعة الأخرى، لذا فإن الدراسة والتعلم قبل الذهاب إلى الفراش مباشرة يمكن أن تكون طريقة مفيدة من أجل تحسين الحفظ، وهذا الأمر أيضاً يتضمن القيلولة خلال النهار، فأخذ استراحة لطيفة أثناء النهار والنوم عند الثانية ظهراً لمدة قصيرة مفيد في الحفظ وترسيخ المعلومات التي تم حفظها قبل النوم في الدماغ.
اذاً متى يجب أن أتعلم؟
بناءاً على ما سبق، فإن أفضل وقت للدراسة والحفظ هو بعد ساعات قليلة من الاستيقاظ، حيث يكون الدماغ مستعد لتلقي المعلومات، ويجب أن يتبع فترة الدراسة قيلولة من أجل ترسيخ المعلومات وحفظها بشكل أفضل، وحيث أنه لا توجد إجابة واضحة من أجل أفضل الأوقات للتعلم بالنسبة لجميع الأشخاص، لذلك فكل ما عليك فعله هو طرح عدة أسئلة على نفسك لتحديد الوقت الذي تكون فيه أكثر استعداداً من أجل التعلم، متى أستيقظ؟ ومتى أذهب إلى النوم؟ ومتى أشعر باليقظة القصوى؟ وهل أحصل على قسط كافٍ من النوم؟
جسدك هو ملكك، لذلك من خلال دراسة نفسك ومعرفة الوقت الذي تشعر فيه أنك أكثر إنتاجية يمكنك تحديد أفضل وقت من أجل التعلم.
الصباح افضل وقت بالنسبة لي