في الواقع غالباً ما يتم تحديد أفضل معلمي اللغة من خلال التزامهم باستراتيجيات التدريس المبتكرة في الفصل الدراسي، والذين يحاولون باستمرار تجربة أساليب جديدة لتدريس اللغة لتحسين نتائج التعلم.
يدرك مدرّسو اللغة أنه لا يوجد حل سريع يمكنهم استخدامه لمساعدة الطلاب على إتقان لغتهم المستهدفة بسرعة بدلاً من ذلك هناك بعض مناهج التدريس الشائعة القائمة على الأدلة والتي يمكن أن تساعد في إحداث فرق. سنوضح في هذا المقال أبرز 8 أساليب لتدريس اللغة وأشهر الاستراتيجيات الفعالة.
1. تعليم اللغة التواصلي (CLT)
ربما يكون هذا النهج الآن أكثر نماذج التدريس شيوعاً لتدريس اللغة على مستوى العالم، لأنه يهدف إلى وضع الطلاب في مجموعة متنوعة من مواقف الحياة الواقعية حتى يتمكنوا من تعلم كيفية استخدام مهاراتهم اللغوية للتواصل في العالم الحقيقي، حيث تكون الدروس عملية أكثر من كونها نظرية.
تتميز الأنشطة الصفية هنا أنها تفاعلية ويتم تشجيع الطلاب بأكبر قدر ممكن للتواصل فيما بينهم وتبادل مختلف الأفكار باللغة الأجنبية المستهدفة.
2. تدريس اللغة على أساس المهام (TBLT)
ينصب تركيز هذا الأسلوب على إكمال مهمة تهم المتعلمين وتجمعهم. يستخدم المتعلمون المهارات اللغوية التي لديهم بالفعل لإكمال المهمة، حيث قد يُطلب من الطلاب على سبيل المثال تقديم عرض تقديمي حول قضية بيئية مهمة ومن أجل إكماله سيحتاجون إلى قراءة المواضيع المتعلقة بهذا الأمر وإجراء بحث على الإنترنت بالإضافة إلى كتابة وتقديم العرض التقديمي نفسه. تشير الأبحاث إلى أن الطلاب في فصول TBLT سيتم تحسن مستواهم اللغوي بسرعة كما تزيد معرفتهم بالمفردات ويلمون بثقافة اللغة الجديدة بمختلف جوانبها.
3. التعلم المتكامل للغة (CLIL)
يتضمن نهج CLIL بشكل أساسي دراسة موضوع واحد على سبيل المثال علم الأحياء أو العلوم أو التاريخ باللغة الهدف أي دمج الموضوعين بشكل فعال (تعلم اللغة والمادة الأساسية) في نفس الوقت.
يتم تنظيم تدريس اللغة حول متطلبات المادة الأولى بدلاً من متطلبات اللغة الأجنبية المستهدفة، لذلك من المهم للغاية التأكد من أن الدمج واضح والمعلومات بسيطة حتى يتمكن الطلاب من المشاركة، إن نهج CLIL يفتح تعلم اللغة على سياق أوسع ويمكن استخدامه لإعادة الأمل لدى الطلاب المحبطين من تعلم اللغة الجديدة من خلال مواد أو مواضيع تثير اهتمامهم ويستمتعون بالحديث عنها.
4. التعلم التعاوني للغة (CLL)
يشكل تعلم اللغة التعاوني أو CLL جزءاً من نهج تعليمي أوسع يُعرف باسم التعلم المجتمعي (CL). يسعى CLL إلى تحقيق أقصى استفادة من الأنشطة التعاونية التي تشمل أزواج ومجموعات صغيرة من المتعلمين في الفصل الدراسي على هذا النحو فهو نهج يتمحور حول الطالب بدلاً من التركيز على تلقي المعلومات من المعلم.
في الفصل الدراسي يتم تصميم جميع أنشطة تعلم اللغة لخلق فرص التفاعلات الاجتماعية. يجب أن ينجز الطلاب المهام من خلال التفاعل فيما بينهم والتحدث والعمل معاً دون أن يستخدم المتعلم لغته الأم في الفصل على الإطلاق! يتمثل دور المعلم هنا في العمل على شرح المهام وتنظيم المشاركات في مهام التعلم.
5. أسلوب الترجمة النحوية
هذا أسلوب تعليمي تقليدي للغاية يعطي الأولوية للترجمة من اللغة الأم للطلاب إلى اللغة الأجنبية المستهدفة والعكس صحيح. للنجاح في هذا النهج يحتاج الطلاب إلى حفظ قوائم طويلة من المفردات والقواعد النحوية. يفضل النهج الدقة القواعدية على الطلاقة ويميل إلى تطوير مهارات القراءة والكتابة بدلاً من مهارات التحدث. الجانب السلبي لهذا النهج هو أنه لا يجهز الطلاب بمهارات التواصل.
6. تعليم اللغة السمعي
تم تطوير طريقة التدريس هذه استجابة لبعض المشاكل المرتبطة بقواعد الترجمة، نتيجة لذلك تُعقد الفصول عادةً باللغة الأجنبية المستهدفة حيث يسعى هذا النهج إلى إعطاء الأولوية لمهارات التحدث والاستماع.
تتضمن الأنشطة عادةً تكرار الطلاب لكلمات المعلم حتى يحصلوا على النطق والإيقاع الصحيح.
7. الاستجابة البدنية الكلية أو TPR
هي طريقة لتدريس اللغة حيث يقدم المعلم الأشياء اللغوية كتعليمات ويجب على الطلاب أن يفعلوا بالضبط ما يقوله المعلم لهم، على سبيل المثال قد يُطلب من الطلاب الجلوس أو الوقوف أو الإشارة إلى الساعة أو السير أو التصفيق في الفصل.
مع تحسن الطلاب يمكن أن تصبح هذه التعليمات أكثر صعوبة وتفصيلاً بما في ذلك التحدث بسرعة و استخدام الصفات على سبيل المثال ضع الدفتر على الطائر الأحمر، وحروف الجر مثل الوقوف أمام المعلم وغالباً ما يستخدم هذا النهج مع الطلاب الصغار.
8. الطريقة الصامتة
ربما يكون من الصعب تخيل فصل دراسي لتعلم اللغة دون الكثير من التحدث والشرح، لكن في الواقع هذا هو المبدأ في هذا النهج. إن هذا النهج ينقل التركيز من تعليم المعلم وتلقين المعلومات لطلابه إلى التعلم الذاتي للطالب. هنا يستخدم الصمت كأداة تعليمية حيث يشجع الطلاب على أن يكونوا أكثر استقلالية واكتشاف اللغة المستهدفة بأنفسهم من خلال استخدام الإنترنت للترجمة أو قاموس ويحتاج المعلمون إلى استخدام أوسع نطاق ممكن من الإيماءات وتعبيرات الوجه للتواصل.
في النهاية تجدر الإشارة إلى أنه لا ينبغي اعتبار أي من هذه الأساليب هي "الأفضل" نظراً لأن كل فصل دراسي وكل معلم وكل طالب مختلف عن الآخر. نصيحتنا هي أنه يجب على المعلم إشراك عدة أساليب متنوعة لتعليم طلابه للتمكن من الوصول إلى أفضل نتائج في تحقيق هدف الطلاب في تعلم اللغة.