الفوائد الخفية لتعلم عدة لغات أجنبية

إنّ لتعلم اللغات فوائد متعددة على المستوى الشخصي و المهني و العلمي والثقافي. في هذا المقال سنتحدث عن الفوائد الخفية لتعلم اللغات بنظر غابريل واينر. كنا قد ذكرنا في مقال سابق المراحل الأربعة التي ينصح بها غابرييل واينر لتعلم اللغات.

الفوائد الظاهرة والاعتيادية لتعلم اللغة:

بشكل عام، عندما نسأل الناس لماذا يريدون تعلم لغة ما فإن إجابتهم تكون مزيج بين ثلاثة أشياء: السفر والعمل والتعرف على ثقافة جديدة. فهم يريدون التحدث والتواصل بسهولة مع السكان المحليين، ويرغبون بالمضي قدماً في حياتهم المهنية، كما يرغبون بالتعرف على أشخاص مميزين وثقافة جديدة. إن هذه الأسباب جيدة وصحيحة لتعلم اللغات، فسوف تحظى بوقت أفضل وأجمل عند السفر، وسوف تحصل على راتب أكثر في عملك بنسبة بين 5% إلى 20%. ولكن هناك فوائد خفية أخرى تجعلك شغوفاً بتعلم اللغات والتي أود أن أشاركها معكم في هذا المقال.

الفوائد الخفية لتعلم اللغة:

من أبرز الفوائد الخفية لتعلم اللغة الشعور بالتطور والتحسن، فطوال عملية تعلم لغة جديدة ستشعر أنك تتحسن وتتطور بشكل مستمر. ففي كل يوم يمر عليك ستشعر أنك تعرف مفردات ومصطلحات أكثر، فهي دليل على تحسّن وتطوّر مستمر ولا أتحدث هنا عن تحسّن وتطوّر المهارات اللغوية فقط بل ستلاحظ أنك تتطور وتتحسن على الصعيد الشخصي أيضاً.

ظاهرة تأثير ثنائي اللغة:

هناك ظاهرة تعرف ب "تأثير ثنائي اللغة" وهي تعد نوع من انواع الذكاء التعلُّمي، ومن إحدى الطرق التي نملكها لتحسين عقولنا بشكل جوهري، ومن أكثر الأشياء التي تعطي الشخص الشعور الملموس بأنه يحسّن من نفسه ويطوّرها بشكل مستمر ويومي.
الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الأشخاص الذين يتحدثون لغتين من الممكن أن تتمتع عقولهم بكفاءة أكثر في معالجة اللغة والمهام المتعددة التي تعطى لهم، حيث أن تأثير ثنائي اللغة يزيد من قدرة الشخص الناطق بلغتين على تجاهل المعلومات الغير المهمة والتركيز فقط على المعلومات المهمة وذات الصلة بالموضوع الذي يعالجه. ويمكننا تلخيص هذه الظاهرة في النقاط التالية:

1- سهولة حل المشكلات:

إن الأشخاص الذين يتكلمون عدة لغات هم أفضل بشكل ملموس في حل المشكلات التي تواجههم وذلك بسبب اعتياد عقولهم على التفكير بطرق مختلفة عما يفكر به الأشخاص أحاديي اللغة، كما نعلم فإن حل المشكلات يكمن في معظم الحالات في نظرتنا وآلية تعاملنا معها.

2- أداء أفضل في المهام المتعددة: 

إن تعلّم عدة لغات يعطي صاحبه القدرة على معالجة عدة أمور في وقت واحد، وهذا يعود بالطبع لإعتياد عقولنا على سرعة الترجمة والتحدث في وقت واحد عندما نخاطب شخص ما بلغة أجنبية عنا.

3- التمتع بذاكرة أقوى:

تِعِلُم الألاف من الكلمات وحفظها وترتيبها وتنسيقها في عقولنا ليس بالأمر السهل، لذلك نجد أن متعددي اللغات تتطور لديهم الذاكرة بشكل يُمَكِنُهم من اختيار واسترجاع الكلمات المناسبة للموقف بسرعة قياسية، و بالإضافة إلى أن ذاكرتهم تعد أقوى من غيرهم فإنهم يمتلكون حس إبداعي مميز.

يمكننا ملاحظة هذه التأثيرات بشكل واضح لدى الأطفال الذين يتكلمون عدة لغات منذ طفولتهم المبكرة، كما ويظهر عند الأشخاص الذين يتعلمون عدة لغات في مراحل متقدمة من العمر.

قم بالترقية لإزالة الإعلانات

هناك شيء آخر يجذب بعض الأشخاص لتعلم لغات جديدة حيث أن أعظم فائدة لتعلم لغة أجنبية جديدة هي أنه في كل مرة يحاول بها الشخص أن يفكر بلغة جديدة غير لغته الأم سيكتشف منظور جديد ووجهة نظر جديدة كلياً للموضوع الذي يفكر به. وهذا المنظور يختلف من لغة إلى أخرى. فمثلاً في الإيطالية يتم استخدام الإيماءات والحركات بشكل أكبر من اللغة الإنكليزية وهذا يجعل الشخص يشعر بسعادة أكبر عن طريق تعبيره عن مشاعره بطريقة مختلفة عما اعتاد عليه في لغته الأم. حسب رأي غابريل فإن هذا لا يحدث للشخص لأنه يدعي بأنه رجل إيطالي، بل يحدث حسب قوله لأنه تعلّم اللغة الإيطالية في إيطاليا وهو يتناول الطعام اللذيذ ويقابل أشخاص رائعين ويشاهد أماكن رائعة، فبالطبع سيكون سعيداً عندما يتكلم اللغة الإيطالية، فليس لديه أي ذكريات سيئة خلال فترة تعلم هذه اللغة وهذه ليست شخصية يحاول أن يدعيها أو أن يتقمصها، إنما هي فقط جانب مختلف من شخصيته يظهر عندما يفكر باللغة الإيطالية، لذلك سنترككم مع هذا الفيديو الممتع الذي يصف هذه الحركات.

لتعلم اللغات فوائد عديدة على كل الأصعدة، بالإضافة إلى المتعة التي ستحصل عليها أثناء تعلمك اللغة من خلال التعرف على ثقافة وحضارة جديدة، فابدأ بتعلم اللغات واستمتع.