الكثير من الناس يخشون القواعد اللغوية عند البدء بتعلم لغة جديدة، فإذا كنت واحداً منهم فلدي أخبار جيدة لك.
في الواقع، عند الغوص بتفاصيل القواعد اللغوية يؤدي ذلك إلى إبطاء سرعتك وتراجع أدائك في تعلم لغة جديدة أو حتى إبعادك عن الأسلوب الصحيح للتعلم، العديد من الطلاب يستصعبون القواعد اللغوية ويتوقفون عن تعلم لغة كانت تعتبر شغف بالنسبة لهم فلا تدع هذا يحدث لك.
إليك الخبر الجيد أنه يمكنك تعلم لغة جديدة دون دراسة القواعد اللغوية، هذه الفكرة قد قامت بتحدي معلمي اللغة والأكاديمين في جميع أنحاء العالم. القواعد اللغوية هي مصطلح لوصف القواعد التي تحكم اللغة والتي كانت تعتبر من الشروط الأساسية لتعلم أي لغة إنه تعريف بسيط، لكنه ليس دقيقاً تماماً.
التعريف الأدق أن القواعد اللغوية هي مجموعة من الملاحظات والقوانين التي يكتبها الأكاديميون عند توثيق أصول اللغة وإيضاح أقسامها المختلفة، وأيضاً يتشارك المتحدثين الأصليين بإنشاء هذه القواعد لتوضيح طريقة الكتابة المثلى بهذه اللغة وطريقة التحدث بها بشكل أكاديمي.
تأثير القواعد اللغوية على تعلمك للغة جديدة:
كثير من الناس غير مستعدين لقبول فكرة أن القواعد ليست ضرورية في بداية تعلمهم للغة جديدة بل يسعون لإتقانها أولاً والإلمام بكل القواعد النحوية للغة. ربما يكون مدرسو اللغة التقليديون هم أول المذنبين بتأكيدهم لهذا الاعتقاد أنه لا يمكنك تعلم لغة دون دراسة القواعد أولاً، تركز جميع منشآت التعليم في جميع أنحاء العالم على تعليم القواعد ولا يزال الطلاب يفشلون في تعلم كيفية التحدث باللغات الجديدة بطلاقة.
السبب يُرجَّح إلى العدد الكبير للطلاب الذين يناضلون من أجل تعلم قواعد اللغة واعتبارها شرط للتحدث باللغة ببراعة ويتجاهلون أهمية الانغماس بمفردات اللغة وحفظ مصطلحات جديدة.
دراسة القواعد اللغوية ليست الطريقة التي تعلمت بها لغتك الأم. بينما يتحدث المتحدثون الأصليون للغة عادة "وفقًا للقواعد النحوية" فإن القليل منهم على دراية بالقواعد التي يستخدمونها وأحياناً القواعد لا تهم حتى بسبب وجود العديد من الاستثناءات.
اللغة الفرنسية مثال ممتاز فمع كل قاعدة تتعلمها باللغة الفرنسية من الضروري معرفة الاستثناءات العديدة التي تشذ عن القاعدة الأساسية. هذا يعني أنه لا يمكنك مجرد التفكير في القواعد عندما تتحدث لغة جديدة، لأنه عليك أيضا أن تتساءل عما إذا كان هناك استثناء.
تخيل أنك تفكر في القواعد والاستثناءات أثناء إجراء مناقشة مع صديق، فالوقت الذي تستغرقه في التفكير في جميع الطرق التي يمكنك من خلالها تكوين جملة واحدة، سيشعر صديقك بالضجر ويسأم من أسلوبك البطيء وسوف ينهي مناقشته معك بأقرب فرصة تتاح له.
الوصول إلى الطلاقة بدون قواعد لغوية عند الأطفال الصغار:
الحقيقة هي أنك لم تتعلم التحدث بلغتك الأم من خلال دراسة القواعد، ولم تتعلم تلك القواعد حتى ذهبت إلى المدرسة وبحلول ذلك الوقت كنت تتحدث لغتك الأم بالفعل مثل المحترفين.
لم تكن تعرف ما هو أصل الفعل أو كيفية تصريفه ومع ذلك، كنت تتعرف على الأفعال وتتمكن من صياغتها بالطريقة الصحيحة.
في الواقع لقد بدأت في التحدث بجمل كاملة وصحيحة لغوياً عندما كان عمرك حوالي عامين أو ثلاثة أعوام.
يكتسب الأطفال اللغات بدون قواعد لغوية، حيث لاحظ العديد من الآباء اكتساب اللغة عند أبنائهم بشكل مباشر.
أولاً، يبدأ أطفالهم في الثرثرة بشكل غير مترابط. ثانياً، يبدأون في قول كلمة واحدة فقط. في كثير من الأحيان يرددون كلمة قالها لهم أحدهم ثم يقومون بإنشاء جمل قصيرة من كلمتين أو ثلاث كلمات. بعد ذلك، يقومون بتكوين جمل معقدة ولكنها غير صحيحة من الناحية النحوية.
أخيراً، يطورون القدرة على التحدث بجمل كاملة صحيحة قواعدياً.
تحدث العملية الموضحة أعلاه على الرغم من أن الطفل لم يقرأ كتاباً عن القواعد مطلقاً، حيث يحدث ذلك بسبب الاستماع المتكرر إلى المتحدثين الأصليين من حوله، كما أنه يحصل على مساعدة من أهله الذين يصححون له عندما يرتكب أخطاء بالنطق أو بالتحدث، فالأطفال يرتكبون الكثير من الأخطاء عند بداية تحدثهم للغة.
الوصول إلى الطلاقة بدون قواعد لغوية عند البالغين:
من المفيد أن نلاحظ كيف يتعلم الأطفال لغتهم الأولى حتى نتمكن من محاكاة العملية التي يستخدمونها. يبدو أنهم يتعلمون اللغة دون أي صعوبات على الإطلاق. إذا كان بإمكان الأطفال تعلم اللغة بالطريقة الموضحة أعلاه، فلماذا لا يستطيع الكبار ذلك؟
إنّ تعلم لغة ثانية يمكن أن يكون مختلفاً تماماً عن تعلم اللغة الأولى، يعتقد البعض أنه لا ينبغي مقارنة الاثنين. قد يكون من الصعب على الكبار تعلم لغة ثانية لأن لغتهم الأم قد تتداخل مع القدرة على تعلم اللغة الثانية، لكن الكبار يتمتعون أيضاً بالكثير من المزايا، على سبيل المثال يعرف الشخص البالغ أسلوب الدراسة الأنسب له وهذا يساعده أثناء تعلم اللغة وأيضاً هناك أنشطة لتعلم اللغة مثل متابعة أفلام أو حضور مسرحيات أو الاستماع للأغاني باللغة الجديدة، فإن البدء بتعلم القواعد النحوية أولاً ليس نهجاً جيداً.
تعلم القواعد اللغوية عن طريق الممارسة:
تعلم اللغة مثل تعلم أي مهارة أخرى، يجب أن تجمع بين الممارسة والدراسة. لنأخذ تعلم العزف على آلة موسيقية كمثال، إذا كنت ستتعلم العزف على آلة مثل المعلمين الذين يعلمون الأطفال القواعد، فسوف تدرس آلية وأسلوب عزف الموسيقى دون أن تلمس أي آلة، لكن هذا لا معنى له.
يمكنك فقط تحسين أي مهارة من خلال الممارسة. لذلك، عندما يتعلق الأمر بتعلم نوطة الآلة الموسيقية والتطبيق العملي فهما يسيران جنباً إلى جنب. للأسف نادراً ما يكون هذا هو الحال عندما يتعلق الأمر بتعلم اللغة في معظم الفصول الدراسية الأكاديمية، غالباً ما يتم تعليم الطلاب قواعد اللغة اللغوية قبل أن يتعمقوا في المفردات والتعابير الأساسية اللازمة للانخراط في اللغة والتي يستطيعون التحدث بها.
ممكن أن يتم تعليم اللغة بشكل مختلف لكنه يتطلب منا تطبيق تقنية جديدة. سيكون من المهم بالنسبة لك أن تلاحظ التعبيرات النحوية والطرق التي يتحدث بها المتحدثون الأصليون، ثم يأتي دورك في أخذ هذه التعبيرات ودمجها في أسلوبك وفي كتاباتك.
كثير من الناس يفعلون ذلك بشكل طبيعي وغريزي، لكن القليل جداً من برامج تعليم اللغة الرسمية تتبع هذا النهج أو تعززه. هذا هو سبب فشل العديد من متعلمي اللغة في إتقان لغة جديدة.
الابتعاد عن تعلم القواعد اللغوية بشكل كامل:
القواعد لها دور محدود في تعلم اللغة. غالباً ما يتضمن تعليم القواعد اللغوية إكمال الدروس بنجاح، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الطالب يمكنه التحدث أو الكتابة باللغة بشكل صحيح ومتناسق.
ستتمكن من الكتابة والتحدث بلغة جديدة بإتقان إذا كنت تتدرب على تقليد الكلمات والتعبيرات التي تسمعها من المتحدثين الأصليين فدراسة القواعد ليست ضرورية لتحقيق ذلك.
يوجد كتب أو مجلات يضعون فيها عبارات شائعة الاستخدام في اللغة فهي أدوات مفيدة للغاية لمن يتعلم لغة جديدة. تحتوي هذه الكتب على أمثلة للحوار قالها أناس حقيقيون، وهي استثمار عظيم لجمع المفردات والمصطلحات الشائعة فهي مصدر يعطي القارئ أو المستمع أمثلة للغة المنطوقة أفضل بكثير للتعلم من كتاب يركز على القواعد.
نصيحتي لك عندما تريد تعلم لغة جديدة لا تقلق كثيراً بشأن القواعد. استمع إلى كيفية تشكيل الناطقين الأصليين لجملهم وحاول قول جملتك بنفس الطريقة. إذا كنت تقضي وقتك في التركيز على جملة واحدة في كل مرة، فسوف تتعلم القواعد والكلمات الجديدة بطريقة سهلة ومفيدة.
اتعلم اللغة العربية في المدارس الاساسية والثانوية لكن لا استطيع التكلم عندما سافرت في الدول العربية لأجل التعليم الجامعي في صعب استخدام اللغة العربية لكن مارست التكلم اقل من ستة أشهر عرفت اللغة العربية والحمد لله اتكلم العربية والصومالية والان بدأت بمحاولة اللغة الانجليزية