إن معظم متعلمي اللغات الأجنبية والناطقين غير الأصليين لها قد يواجهون مشكلة أثناء تعلمهم للغة وتحدثهم بها وهي أن بعض المتحدثين الأصليين أو الناطقين بهذه اللغة لا يفهمون مباشرة ما يقولون. من المحتمل أنك تواجه هذه المشكلة أيضاً وهذا يسبب لك القلق بشأن ما إذا كان الناس يفهمونك عندما تتحدث باللغة الأجنبية أم لا. لذلك سنتحدث في هذا المقال عن أهم خمسة أسباب قد تجعل المتحدثين الأصليين للغة الأجنبية أو الناطقين بها لا يفهمونك.
هيا بنا نبدأ!
السبب الأول: قد يكون البعض قد اختار عدم فهمك بشكل مقصود:
نعم، فإنه من الشائع حصول ذلك وقيام بعض المتحدثين الأصليين للغة الأجنبية بعدم فهمك بشكل مقصود، فهؤلاء الأشخاص لا يرغبون ببذل أي عناء لفهمك عندما تتحدث بلهجة غير لهجتهم الأصلية أو عندما تقع في بعض الأخطاء النحوية خلال حديثك أو بعض الأخطاء اللفظية حتى. إن ذلك قد يدل على أن هؤلاء الأشخاص قد يكونوا من النوع المنغلق الذين لا يفضلون التواصل مع الغرباء أو الذين لا يتقنون التكلم بلهجتهم المحلية أو أنهم عنصريون. في هذه الحالة أنت لست مجبراً على تغيير قناعاتهم هذه، ثق في أنك قد قدمت أفضل ما لديك وتحدثت بوضوح قدر الإمكان ولا تجعل من ذلك الأمر سبباً لشعورك بالإحباط أو زعزعة ثقتك بنفسك.
السبب الثاني: عدم وجود دراية بلهجتك الخاصة من قبل المتحدثين الأصليين للغة الأجنبية:
إن مسألة الإعتياد على سماع لهجة معينة يعد أمراً هاماً في فهم المتحدث بهذه اللهجة. على سبيل المثال، يوجد العديد من الأماكن في أميركا التي قد اعتاد سكانها على سماع لهجات مختلفة للناطقين باللغة الإنجليزية من الطلاب الأجانب والمهاجرين، ولعل هؤلاء الأشخاص لا يواجهون صعوبة في فهم هؤلاء الأجانب عندما يتحدثون باللغة الإنجليزية نتيجة اعتيادهم على سماع اللهجات المتعددة وحفظهم لها. في المقابل قد يوجد هنالك العديد من المتحدثين الأصليين للغة الإنجليزية الذين يواجهون صعوبات في فهم الأجانب عندما يتحدثون بلغتهم وذلك لعدم خبرتهم بلهجة هؤلاء الأشخاص.
ونفس الأمر قد يحدث معك، فعندما تستمع إلى أشخاص يتحدثون اللغة الأجنبية وهم في الأساس متحدثون أصليون للغتك الأم فإنك قد تجد ذلك مألوفا بالنسبة لك وقد لا تواجه صعوبات في فهمهم نتيجة اعتيادك على سماع لهجتهم ودرايتك بها جيداً، أما عندما تقوم بالاستماع إلى أشخاص آخرين من غير الناطقين بلغتك الأم وهم يتحدثون اللغة الأجنبية فقد تواجه العديد من الصعوبات عند محاولاتك لفهم مايقولون وذلك بسبب عدم درايتك بلهجتهم مسبقاً.
ولعله من الأفضل بالنسبة لك التخفيف من لكنتك قدر الإمكان عندما تتحدث باللغة الأجنبية كي يسهل فهمك من قبل الآخرين وخصوصاً المتحدثين الأصليين.
السبب الثالث: قيامك بارتكاب أخطاء شائعة أثناء النطق باللغة الأجنبية:
لعل من أهم الأسباب التي تؤدي الى عدم فهمك من قبل المتحدثين الأصليين للغة الأجنبية هو قيامك بارتكاب العديد من الأخطاء الشائعة المتعلقة بالنطق مثل التشديد على مقاطع أو كلمات معينة أثناء الكلام لا يجب التشديد عليها.
يجب أن تعلم أن لكل لغة قواعد معينة تتعلق بالنطق، وأن الالتزام في تطبيق هذه القواعد بشكلها الصحيح يساعد في إيصال المعنى الدقيق من قبل المتحدث للأشخاص الآخرين، كما أن اللغة الأجنبية تتميز بخصائص تختلف عن لغتك الأم، فهناك أماكن قد تحتاج فيها إلى التوقف عن الكلام أو التشديد على كلمة معينة من أجل إيصال شعور معين للشخص الآخر، لذلك يجب عليك التركيز على هذا الأمر حتى تحصل على أفضل النتائج.
السبب الرابع: نبرة صوتك:
السبب الرابع الذي يجعل المتحدثين الأصليين للغة الأجنبية لا يفهمونك هو أنهم يخطئون في قراءتهم لنبرة صوتك أثناء تحدثك باللغة الأجنبية فمثلاً عند إنهاء جملتك بنبرة متصاعدة فإن ذلك قد يدل على عدم اليقين أو التساؤل وذلك حسب سياق الكلام.
ضع في اعتبارك دائماً أنك عندما تريد الإنتهاء من الكلام أن تجعل نبرة صوتك تتجه بشكل تدريجي نحو الإنخفاض في نهاية الجملة، ففي اللغة الإنجليزية مثلاً نستطيع نقل الكثير من المعاني الإضافية من خلال نبرة الصوت، ولعل من أهم الأسباب التي تجعلنا نخطئ في استخدام نبرة الصوت الصحيحة هو ما اعتدنا عليه في لغتنا الأم. لذلك يجب عليك عندما تتحدث اللغة الأجنبية أن تستخدم نبرة صوتك بشكل صحيح بما يتناسب مع سياق الكلام حتى تستطيع قدر الإمكان إيصال المعنى الصحيح للطرف الآخر وتساعده على فهمك بشكل أفضل.
السبب الخامس: أنت تتحدث اللغة الأجنبية بثقة أقل من تحدثك بلغتك الأم:
إن قلة الثقة بالنفس عند التحدث باللغة الأجنبية قد يؤدي إلى عدم فهمك بشكل صحيح من قبل المتحدثين الأصليين للغة، فإذا كنت من الأشخاص الذين يراقبون باستمرار تعابير وجه الشخص الآخر كي يعرفوا إن كان يفهمهم أم لا فإن ذلك قد يربكك أثناء تحدثك باللغة الأجنبية ماقد يؤدي إلى عدم فهم ماتقول بشكل صحيح من قبل المتلقي.
كن واثقاً من نفسك أثناء التحدث باللغة الأجنبية وتعامل مع الأخطاء التي قد ترتكبها أثناء التحدث بشكل سريع وذكي وحاول تجاوزها، ومن أجل ذلك يجب عليك التحدث باللغة الأجنبية باستمرار مع متحدثين أصلين لها أو مع معلم للغة يكون على قدرٍ عالٍ من الخبرة، كما يمكنك العمل أيضاً في بيئة عمل يكون الموظفون فيها متحدثون باللغة الأجنبية مما يزيد من مهاراتك في اللغة ويساعدك على الاعتياد عليها وتجاوز أخطائك فيها.
وختاماً للقول إن كنت تبذل جهدك من أجل التحدث بثقة باللغة الأجنبية وتفعل كل ما بوسعك للتواصل بأفضل ما لديك فيجب عليك أن تطمئن إلى أن الشخص الآخر سوف يكون قادراً على فهمك بشكل صحيح. وكما تحدثنا سابقاً مهما فعلت فلن تستطيع إرضاء الجميع فهناك العديد من الأشخاص الذين اختاروا ألا يفهموك لأنهم لا يرتاحون للتواصل مع غير الناطقين الأصليين للغة الأجنبية أو أنهم لم يعتادوا على سماع لهجتك من قبل وكلا السببين ليس لك علاقة بهما فلا تجعل من ذلك سبباً يخل من ثقتك بنفسك أثناء التحدث باللغة الأجنبية. استمر في تطوير ذاتك وامضي قدماً في رحلة تعلم اللغة الأجنبية وحاول أثناء ذلك إصلاح الأخطاء الشائعة في النطق التي قد تقع بها أثناء تحدثك للغة وأن تستخدم نبرة صوتك بشكل صحيح أثناء الكلام ومع تقدمك سوف تجد نفسك قد أتقنت التحدث باللغة الأجنبية بشكل أفضل مما سبق.