كم ساعة سوف تحتاج لتعلّم لغة أجنبية جديدة؟ وفقاً للدراسات، سيستغرق الشخص الناطق باللغة الإنجليزية في المتوسط 2200 ساعة دراسية حتى يتمكن من تعلّم لغة جديدة تختلف أبجديتها عن الأبجدية الإنكليزية، مثل لغة المندرين وذلك ليتمكن من التحدث بشكل شبه احترافي. إذا قمت بالحسابات، فإن هذا يصل إلى أكثر من خمس سنوات، على افتراض أن الشخص يدرس لمدة ساعة واحدة في اليوم، وهو الوقت الممكن تخصيصه يومياً للتعلّم من قبل معظم الأشخاص. ولكن ماذا لو لم تكن بحاجة إلى تعلّم اللغة بشكل احترافي لتستخدمها في المجال المهني؟ ماذا لو كنت ترغب بزيارة دولة يتكلم سكانها اللغة التي تتعلمها من أجل السياحة والمتعة فقط؟ كم ساعة سوف تحتاج لتعلّم هذه اللغة؟
لا يوجد معيار واحد يناسب الجميع، ولكن مقدار الوقت الذي تستغرقه للوصول إلى هدفك اللغوي سيختلف بشكل كبير اعتماداً على سبب تعلّمك لهذه اللغة والهدف الذي تريد تحقيقه. فيما يلي بعض الأسئلة والإرشادات التي سوف تساعدك في معرفة مقدار الوقت الذي تحتاجه لتعلّم لغة أجنبية جديدة وإتقانها.
من المسلم به أن الأشخاص لا يتعلمون بنفس الوتيرة فسرعة التعلّم تختلف من شخص لآخر. وبالإضافة لمراعاة سرعة التعلّم الخاصة بك، من المهم أيضاً مراعاة الجوانب التالية:
- مدى تشابه أو اختلاف اللغة التي تتعلّمها مع لغتك الأم.
- مدى خبرتك في تعلّم اللغات بشكل عام.
- كيف تتعلّم، في مدرسة أو معهد متخصص بشكل مستقل أو من خلال الانغماس التام؟
- لماذا تتعلّم أو ما الهدف من تعلّمك هذه اللغة؟
الجانب الأخير مهم جداً، لأنك بتحديد هدفك من تعلّم اللغة سوف تستطيع تحديد المستوى الذي يجب أن تصل إليه. على سبيل المثال، إذا كان هدفك السفر وإكمال دراستك العليا في بلد ناطق باللغة التي تتعلمها فأنت تحتاج لمستوى أعلى مما لو كان هدفك فقط السفر بهدف السياحة والاستجمام. الأول سوف يحتاج منك الالتزام والدراسة لمدة طويلة بينما الثاني سيتطلب التزاماً يومياً صغيراً منك (بمعنى درس واحد على الأقل مدته 15 دقيقة يومياً لمدة 22 يوماً). وفي هذه المدة سوف تتعلّم قدراً مذهلاً من: المفردات، والقواعد الأساسية، ومهارات النطق والحوار.
كم عدد الساعات التي تحتاجها لتعلم لغة أجنبية جديدة؟
يختلف عدد الساعات الذي تحتاجه لتعلم لغة أجنبية جديدة تبعاً للهدف الذي تصبو إليه على النحو التالي:
إذا كان هدفك تكوين صداقات جديدة مع الأشخاص الناطقين بهذه اللغة
حسب الإطار الأوروبي المرجعي المشترك للغات CEFR، وهو معيار يحدد مستوى الشخص من خلال ما يستطيع الشخص عادة فهمه وقوله وقراءته وكتابته حسب كل مستوى من مستويات اللغة حيث يتم تقسيم هذه المستويات بين A1 (المبتدئين) و C2 (الإتقان)، ويستخدم هذا المقياس لقياس تعلّم جميع اللغات في أوروبا بالإضافة للغة الإنجليزية.
حسب أحد التقديرات، يستغرق الأمر حوالي 200 ساعة تعلّم للتقدم من مستوى CEFR إلى آخر. وكي تصل إلى المستوى A2، سوف تحتاج إلى حوالي 180 إلى 200 ساعة، وبالنسبة لـ B1، حوالي 350 إلى 400 ساعة. وقد يختلف حساب الساعات قليلاً اعتماداً على لغتك الأم أو اللغات التي تتقنها لذلك، فمثلاً قد تحتاج إلى وقت أقل إذا كنت متحدثاً باللغة الإنجليزية وتتعلّم الإيطالية.
ولكن في المتوسط، فأنت سوف تحتاج إلى حوالي 180 إلى 200 ساعة كي تستطيع التحدث وتبادل الحوار مع ناطق أصلي باللغة التي تتعلمها أو شخص يتعلم هذه اللغة.
إن العثورعلى شخص ناطق باللغة الأجنبية التي تتعلّمها والتحدث معه لا يعد تحدياً كبيراً بفضل الإنترنت والتكنولوجيا الحديثة، فهناك العديد من المواقع الالكترونية والتطبيقات التي يمكنك استخدامها لتبادل اللغات. هذه المواقع والتطبيقات تسمح لك بالتواصل مع متحدثي اللغة الأصليين أو الذين يتعلمون اللغة التي تتعلمها من جميع أنحاء العالم وبالتالي تستطيع تكوين صداقات وتبادل الحوار معهم. فيما يلي قائمة بأفضل المواقع والتطبيقات لتبادل اللغات:
- Tandem
- Polygled
- Interpals
- Hellotalk
- Italki الذي يمكنك من خلاله العثور على مدرسين للغة التي تتعلّمها من جميع أنحاء العالم يمكنهم مساعدتك في التحدث.
إذا كان هدفك أن تكون جيداً بما فيه الكفاية باللغة الأجنبية التي تتعلّمها
إذا كنت تتخيل نفسك قليلاً من محبي تعدد اللغات، قد يكون هدفك من تعلم اللغة الوصول إلى مستوى جيد من الطلاقة مثل المستوى B2 على الأقل، بحيث تتمتع بدرجة من الطلاقة والعفوية التي تجعل التفاعل مع المتحدثين الأصليين ممكناً تماماً.
بالنسبة لناطق باللغة الإنجليزية، يجب أن يستغرق ذلك حوالي 500 إلى 600 ساعة من الدراسة لإتقان لغة أجنبية أخرى.
إذا كان هدفك أن تكون جيد بما يكفي في الجانب المهني
إذا كنت تدرس لأسباب مهنية أو ترغب بالحصول على مستوى متقدم في اللغة التي تتعلمها، تعتبر لغات الفئة الأولى مثل الإسبانية والفرنسية والدنماركية أسهل في تعلّمها للمتحدث باللغة الإنجليزية، وسوف تتطلب حوالي 600 إلى 750 ساعة من الدراسة لإتقانها بشكل جيد. في حين تعد لغات الفئة الرابعة مثل الماندرين واليابانية هي الأصعب، حيث تتطلب 2200 ساعة للطلاقة النسبية.
وأخيراً لا بد من تخصيص وقت من يومك وحتى لو كان قليلاً لممارسة اللغة فهي عمل تراكمي، وكما أصبح متاح العديد من الوسائل التعليمية التي تساعد في تطوير المهارات اللغوية وإتقانها.